دعا عضو هيئة الرئاسة في حركة امل خليل حمدان الى "تحصين الوضع الداخلي في لبنان لمواجهة الارتدادات التي قد تحصل اذ يعيش لبنان على بحر يموج بالأزمات الكبيرة وعلى صفيح ساخن تعتريه مؤامرات ضخمة للغاية ولا احد يظن اننا في منأى عما يجري او هناك من يحضننا في الخارج ولا تنتقل المعركة الينا فإذا تخلوا عن دول كبرى وسمحوا للارهاب بأن ينفذ الى عمق اوروبا فهل يهتموا بلبنان؟ لن يذرفوا دمعة واحدة اذا انتقل الارهاب الينا ولا يمكن ان نواجه الارهاب ونحن مشتتين ومنقسمين ويغني كل على ليلاه بل ينبغي العمل على النهوض الوطني من خلال قيام مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل مجلس الوزراء والمجلس النيابي واصدار تشريع يؤمن عملية الانصهار الوطني عبر قانون انتخابي واضح". وتابع: "رئاسة الجمهورية لا زالت محط أنظار اللبنانيين وتحقيقها ليس بالأمر السهل. هناك من يعمل في الخارج وفي الداخل على معاقبة لبنان لأنه المجال الحيوي للمقاومة وعلى شل المؤسسات من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء الذي عمله يلامس الشلل وهناك ارادة لتعطيل المجلس النيابي من قوى تدعي انها تحرص على رئاسة الجمهورية. كم من مرة دعا دولة الرئيس نبيه بري لتعزيز دور مجلس النواب ومجلس الوزراء وانتخاب رئيس للجمهورية ولكن لم يسمعوا النداء وإنما اصروا على تعطيل المجلس بالرغم من الحاجة الى التشريع لاستكمال الامور التي تخص المواطن".
واشار حمدان خلال حركة "أمل" الذكرى السنوية لاستشهاد القائد هاني علوية وذكرى شهداء حرب تموز 2006 في احتفال أقيم في النادي الحسيني لبلدة مارون الرأس، الى ان "النصر والصمود الذي تحقق في حرب تموز عام 2006 لم يأت بالصدفة، ولولا الاعداد والاستعداد وتواصل العمليات الجهادية منذ الانطلاقة الاولى للمقاومة التي اسسها الامام المغيب موسى الصدر يوم دعا الى الجهاد والوقوف في وجه غطرسة العدو الصهيوني، من مارون الراس التي شهدت التهجير والاعتداءات المتكررة، هذه البلدة استهدفت واحتلت بأول العام 1978 من اسرائيل والعملاء وبالتالي كان شرف كبير للحركة مع الاخ هاني علوية وأخوة له ساهموا في إعادة تحرير بلدة مارون في اليوم عينه ولكن اطماع العدو الاسرائيلي لن تتوقف، وكانت الحروب المتتالية حتى الحرب الثانية التي شنتها اسرائيل والعملاء على لبنان وصولا الى العاصمة بيروت، وامام المعاناة التي شملت جميع الاراضي الجنوبية ناشد الامام الصدر: "أنقذوا الجنوب ودافعوا عنه وشكلوا قوة كبيرة مانعة وضاغطة بوجه العدو الصهيوني على المستوى السياسي والعسكري والإعلامي وعلى جميع الجبهات التي يمكن ان تحمي حقنا وارضنا وشعبنا". لم يترك الامام أي مناسبة في المؤتمرات اللبنانية والعربية والدولية الا وكان يحضر معه دائما مواجهة الحرمان والعدوان الاسرائيلي بشكل دائم ومستمر، وعندما تخلى الجميع عن الجنوب وقف الامام داعيا اهل الجنوب ال التصدي والمقاومة وتوجه للذين يتساءلون عن اسباب وجود المقاومة وما الداعي منها".
أضاف: "هذه المقاومة لم تأت صدفة على الاطلاق جاءت عندما تمادى العدو الاسرائيلي باعتداءاته على الجنوب, كان يدخل الى القرى ويأخذ ويقتل من يشاء, ويدمر ويحرق البيوت والأرزاق دون حسيب أو رقيب وعلى جميع القرى الجنوبية الشيعية والسنية والدرزية والمسيحية, وكانت كل هذه الارض عرضة لغطرسة العدوان، عندئذ وقف الامام بعدما تخلى الجميع واعتمدوا نظرية أن "قوة لبنان في ضعفه" ليقول لهم أن "قوة لبنان في مقاومته وفي تحقيق حقه الذي يجب عدم التنازل عنه"، وكان يشير الى الأطماع الاسرائيلية المتمادية ومنها ان الكيان الاسرائيلي أسس عام 1973 مصلحة مياه الليطاني قبل ان ينشىء لبنان مصلحة الليطاني من اجل اعداد الدراسات وكيفية الاستفادة من المياه". وتابع: "لم يترك الامام الصدر وسيلة إلا وجربها لتحصين القرى ومنها قيامة المقاومة لصد العدوان وبقاء الجنوبيين في ارضهم. المقاومة تأسست في ظروف صعبة وقاسية، وحين أسسها الامام الصدر كان وحيدا حتى بعض العمائم كانت تردد: "إنك تعرض الناس للخطر وللهلاك والى ظروف صعبة وقاسية، نحن لا نستطيع ان نتحملها"، وكان جواب الامام: "ألسنا ننتمي الى كربلاء؟"
وقال: "هناك في لبنان وفي الوطن العربي والعالم من هو قلق من فكرة وحضور وعمل المقاومة، نقول للذين يقفون اليوم بوجه المقاومة انهم لم يأتوا بجديد ولم يتخذوا موقفا من هذه المقاومة من فعلها ولكن الذي يعترض على المقاومة وسلاحها وثقافتها، وإحياء احتفال الشهيد هاني علوية وعلى الحركة التي تعتز بشهدائها، هؤلاء لم يحتجوا بفعل ممارسة المقاومة انما هم في الأساس شكلوا أحزابهم وتنظيماتهم من أجل ان يقفوا بوجه اي عمل مقاوم وانهم يتماهوا مع المشروع الاسرائيلي فنؤكد لهم ان المقاومة بثقافتها، بسلاحها، بجهادها، بأدائها، بصمود اهلها وبعمل جميع الناس فيها هي باقية ولها الفضل في تحصين لبنان ونهوضه، ولولا المقاومة لبقي حتى اليوم في القصر الجمهوري مستشار اسرائيلي ومواقع اسرائيلية وصهيونية داخل لبنان، والمقاومة ليست قيد التجربة ونحن لا نجرب اذا كانت هذه المقاومة ناجحة أو غير ناجحة أو انها يمكن ان تعزز الصمود وأن تدحر العدوان الاسرائيلي". أضاف: "التجربة ناجحة وعلى الآخرين ان يعتبروا مما جرى ولا نسمح إطلاقا بأن يتم القفز فوق دماء الشهداء لا داخلي ولا خارجي، دماء الشهداء غالية وكبيرة جدا ولن نفرط بها، وكما قال دولة الرئيس نبيه بري من موقعه الرسمي والقيادي والريادي في الحركة: "هذه المقاومة باقية باقية وستستمر بإذن الله".
وعن الفكر التكفيري اشار الى أن "ما حذر منه الامام الصدر من العصر الاسرائيلي الذي يعمل على تهويد الافكار والقيم والمبادىء وينصب نفسه على مساحة العالم ويحول الإرهاب الى قضية، هو يقتل ويذبح ويسفك الدماء ويصوب نفسه للعالم على أنه صاحب قضية ومعتدى عليه ومظلوم وان مبدأ ذبح الاطفال وحرقهم بدأ من اسرائيل ومنها جاء الفكر الارهابي، ونؤكد ما قاله الامام الصدر أن اخطر ما في الارهاب ان يتحول الى قضية".
اضاف حمدان: "نحن اليوم امام مشروع قانون للانتخابات النيابية ويجب ان يسن قانون على أساس توزيع نيابي عادل وواضح فيه عملية الانصهار الوطني على اساس النسبية التي تؤمن العدالة لجميع المواطنين. نتطلع الى هيئة الحوار الوطني التي عليها مهام جسام ولو بفتح كوة في السد الذي يواجه اللبنانيين والعمل على استخراج ثرواتنا النفطية التي تعد اسرائيل العدة لسرقتها ونحن نتهرب من تحصيلها بفعل ادعاءات فارغة".
وتوجه "بالتحية والتقدير للشهيد علوية الذي شهدت له المواقع والمحاور القتالية مواجهة العدو الصهيوني إلى جانب الشهداء الأبرار الذين بذلوا دماءهم في سبيل عزة الوطن وكرامته وسطروا أروع الملاحم والبطولات بوجه العدو الإسرائيلي على تخوم فلسطين ومرتفعات مارون الرأس وشلعبون ومسعود والاجتياحات الاسرائيلية للجنوب".